استراتيجيات الدراسة الجيدة
تمثل المهارات الدراسية محورًا رئيسيًا في الدراسة، خاصة في مرحلة الدراسة المتوسطة، ولكن الطلاب لا يدركون ذلك في معظم الأحيان.
إن الوقت الذي يقضيه الطفل في الدراسة لن يكون مجديًا إذا لم يتعلم كيف يستعمله. فالمعلمون قلما يعلمون الطلاب كيف يحددون هدفهم مما يدرسونه، كيف ينظمون أفكارهم وملاحظاتهم، كيف يتوقعون ما سيحدث لاحقا في النص، أو كيف يربطون بين ما يقرؤونه وحياتهم اليومية. كل هذه الأمور تمثل مهارات تفكير ناقد يُفترض من الطلاب امتلاكهم لها، لكننا لا ندرسهم هذه المهارات كما يجب.
تتطلب المهارات الدراسية والقراءة العميقة الكثير من الممارسة، كما أن استنتاج الحقائق من النص ليس أمرًا سهلا. فيما يلي بعض الاستراتيجيات الأساسية لتجعل طالب مرحلة الدراسة المتوسطة يبدأ باستخدام هذه المهارات:
حدد خصائص النص: ليس من المستغرب أن يفشل الأطفال بتذكر عنوان كتاب قرؤوه لعدة أسابيع. لذلك يجب أن يتم تعليم الطلاب الربط بين غلاف الكتاب وخصائص النص المحددة، وخاصة عناصر الكتاب المدرسي غير الخيالية.
في البداية يجب أن يتفحص طفلك غلافي الكتاب الأمامي والخلفي، والمعلومات المكتوبة عليهما. وبعد تفحصه قائمة المحتويات والفهرس اطلب إليه أن يتنبأ بموضوع الكتاب. قلِّب صفحات الفصل الأول واقرأ له بعض مصطلحاته، ثم اطلب إليه التفكير بمضمون الفصل. ناقش معه الأفكار الرئيسة التي يتضمنها النص، والفرق بين النص الأساسي ومحتوى الصناديق الجانبية.
اقرأ بوجود هدف: قد تكون المادة التي سيدرسها الطفل مكتظة بالمعلومات، وفي حال حاول الطفل استيعاب مواد صعبة فإن هذا يتطلب منه أن يقرأ المادة أكثر من مرة. نحن نعلم أنه حتى الراشدين بحاجة لأن يقرؤوا المادة أكثر من مرة ليكونوا قادرين على تذكر المعلومات الكثيرة. قد يكون من الأفضل البدء بقراءة سريعة عامة ثم القراءة بأهداف محددة.
قد يطرح الطلاب العديد من الأسئلة عن المعلومات التي تبدو " في كل مكان". ولكن مثل هذه المادة يمكن أن تكون ذات فائدة بحيث تريهم كيف يتمعنون في النص، ويحددون الأفكار الرئيسة المفترض استيعابها وتذكرها.
بعد أن يقرأ طفلك مادة فصل لأول مرة، يجب أن يكون قادرًا على تحديد النقاط الأساسية فيها، وأن يقرر الفكرة الرئيسة والتفاصيل. وحالما يدرك أن الفصل يحتوي على فكرتين رئيستين على سبيل المثال، يستطيع أن يقرأ الفصل ثانية، واضعا بالاعتبار كيف تتداخل معلومات هاتين الفكرتين ببعضهما.
اعرف متى يجب التصفح بسرعة: عندما يقرأ طفلك، قد يواجه أحيانًا مشاكل مع الوقت، وبالتالي من الأفضل أن تشجعه على قراءة كل النص المتوفر. لكن أحيانًا - كما في أيام الامتحانات - قد يكون من الصعب تغطية جميع التفاصيل بسبب ضيق الوقت. فماذا تفعل؟ إن اتباع أسلوب التصفح ليس سهلا. يجب أن تدرب طفلك على القراءة السريعة إذا لم يسعفه الوقت، لكنك لا ترغب أن يعتاد هذه الطريقة، لذلك اطلب إليه قراءة فصل طويل نسبياً من كتاب في فترة خمسة عشر دقيقة. عندما يجد أن الوقت ينفذ، سوف يقدر أهمية خصائص معينة للنص، وسوف يركز على النص الأساسي ويتفحص (أو يهمل) الحواشي الجانبية والعناوين الفرعية. قد تستطيع تقديم النصح لطفلك بأن يقرأ أول جملة في الفقرة وآخر جملة ثم يقرر إن كان سيقرأ الفقرة أم سيمر عنها. ابحث عن الكلمات ذات الطباعة الغامقة أو ذات الأحرف الكبيرة للحصول على المعنى. وبعد أن يلاحظ طفلك أن الوقت ينفذ قد يعمل بشكل سريع على تحديد نهاية الفصل لتقدير كم تبقى من المادة.
اختر طريقة لتدوين الملاحظات: إذا طلب المعلم من طفلك تدوين ملاحظات فإنه سوف يحتار ما الذي يجب أن يكتبه. إن تدوين الملاحظات مختلف عن العصف الذهني أو التفكير الحر المنظم. لكن نادرًا ما يتخطي الأطفال مرحلة العصف الذهني خلال عملية تدوين الملاحظات.
للتدرب على تدوين الملاحظات اطلب إلى طفلك رسم "فقاعة عصف ذهني" كبيرة على قطعة من الورق، وأثناء قراءته اطلب إليه تسجيل الكلمات وأشباه الجمل داخل الفقاعة. بعد ذلك، وعندما يأخذ بدراسة أفكاره، ناقش أفضل الطرق لتنظيم هذه الملاحظات واختبرها.
الطرق المتعارف عليها في تنظيم الملاحظات:
الشبكات، تتضمن شبه الجمل والأفكار المترابطة بشكل عشوائي أو على شكل خطوط،أو أسهم، أو دوائر وغيرها. وتعدّ الشبكة من الطرق الفاعلة في ربط الأفكار بطريقة بصرية.
الجداول المتشعبة، وهي مفيدة عندما يحاول الطفل مقارنة الأشياء.
الخطوط العريضة، جيدة في حال كان لدى الطفل مادة كبيرة تتضمن نقاطًا أساسية عدة والعديد من التفاصيل المهمة والمحددة.
الترقيم، تناسب المواد التي تتضمن محتوى واسعًا لكنه غير متسلسل. أو عندما يكون الطفل غير قادر على إيجاد الأفكار الرئيسة في الفصل.
الإلمام بالموضوع بشكل عام: شجع طفلك على تصفح عناوين الفصول ليحدد الأفكار الرئيسة ويستطيع توقع ما سيلي لاحقا، وأن يكتب أي سؤال يخطر في ذهنه عندما يقرأ. حاول أن تتصفح ما سيقرؤه طفلك واسأله إن كان يتوافق مع الحياة الواقعية. فمثلا إذا كان يقرأ عن حضارة قديمة اسأله عن الدولة أو الدول التي تمثلها الآن. وإن كان يدرس عن المركبات العضوية اسأله أي أنواع الطعام تحتوى على كل مركب.
توقع أسئلة الاختبار: اطلب إلى طفلك في نهاية دراسة الفصل أن يتخيل أن ما درسه ستتضمنه أسئلة الاختبار، وشجعه على القيام ببعض التوقعات مثل:
من خلال دراسة الملاحظات التي دونتها، ما أنواع الأسئلة الموضوعية أو ذات الإجابات القصيرة التي يمكن أن ترد في الاختبار؟
ما موضوع المقالة الذي يمكن أن أتوقعه؟
كيف يمكن أن أنظم مثل هذه المقالة؟
أما إذا كوّن الطفل جداولاً متشعبة لتنظيم ملاحظاته فمن الممكن أن يشعر بثقة حيال كتابة مقالة يكون فيها مقارنة. وفي حال استخدم الملاحظات على شكل خطوط عريضة فقد يرغب بكتابة مقالة تتكون من مجموعة من الفقرات، وأن يستخدم طرق الترقيم للمواضيع الأساسية لكي يقدر المغزى في عدة نقاط.
تعدّ مهارات الدراسة من الأمور الأساسية في دراسة الطالب ولكنها تتطلب الكثير من التدريب والصبر لتؤتي نتائجها. ويجب الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بين الأطفال، وبالتالي لا ينطبق كل شيء على جميع الأطفال، لذلك عليك إيجاد الاستراتيجية التي تناسب طفلك.
المزيد من استراتيجيات الدراسة الجيدة:
ضع كتبك المدرسية في مكان واحد بحيث تُسهِّل عليك الدراسة.
ادرس في جو هادئ، دون موسيقى، أو تلفاز، أو سماعات أذن وغيرها.
ادرس المواد الصعبة أولا وإلا لن تستطيع دراستها.
احتفظ بتقويم للدراسة، بحيث تعرف موعد تسليم المشاريع أو تاريخ تقديم الاختبارات.
للمفردات أهمية كبيرة، فالكلمات قد تتضمن معان متعددة، لذلك أنت بحاجة لمعرفة معنى الموضوع الذي ستدرسه.
ادرس العلاقات بين الأشياء، وكيف يرتبط الموضوع الذي درسته سابقا بالموضوع الذي تدرسه حاليا.
ابحث عن التلميحات التي يقدمها لك الكتاب، ففي معظم الكتب نجد أن بعض الكلمات أو الجمل تكتب بلون مختلف أو غامق مما يشير إلى أهميتها، لذلك عليك أن تستوعب هذه الكلمات جيداً.